لم تكن حياتي جيدة ابدأ و لم تكن سيئة جداً بسبب تواجد أبي معي بعد وفاة امي عندما كنت في العاشره

حتى عندما أصبت بالاكتئاب و حاولت الانتحار اعتنى بي أبي و ظل يساعدني في تخطي هذه المرحلة السيئة

و قد فشلت في دراستي الجامعية لكنه دعمني و نصحني بالبقاء و مساعدته بعدما أصيب بالعمى و لكني ظللت أشعر بأني عبئ لا اكثر

لذلك قمت بالعمل في أحد المطاعم لكسب بعض النقود و في أحد الأيام اتصل علي أبي لآخذه إلى المستشفى

في طريقنا إلى المستشفى خلال الطريق المظلم بدأت أفكر في الحياة و الموت

لطالما فكرت مالذي سيحدث إذا مت هل سأختفي ببساطة؟ ام سأعود مجدداً بأي شكل من الأشكال؟ لا يزال هذا يراودني حتى في احلامي. قاطعني صوت أبي الغاضب

"أنتبه للطريق لا أريد انا افقد حياتي"

"لا تقلق انا أعي ذلك يا أبي"

سئلت أبي "هل زاد المرض سوءاً؟"

رد أبي بصوت مرهق "استطيع التحمل"

استمريت في القيادة لمدة طويلة بسبب بعد المستشفيات عن قريتنا

لا زال الخوف يعتريني وانا انظر إلى أبي و هو يصارع الموت

قمت بزيادة السرعة لإسعاف أبي في اسرع وقت لكن فوجئت بمركبة تتخبط يميناً و يساراً لا بد أن السائق كان ثملاً لم استطع ملاحظته إلا عندما اقترب كثيراً بسبب عدم تواجد إضاءات في الشارع و ضعف إنارة مركبتي حاولت تجنبه بقدر الاستطاعة و انحرفت عن الطريق و اصطدمت بشجرة و اغمى علي على الفور

بعد مدة فتحت عيني و رأيت المركبه تحترق و نظرت إلى أبي و وجدته غارقاً في دمه و الزجاج قد اخترق جسمه و بعض الأغصان و الاوراق على جسده.

صرخت بأعلى صوتي

"أبييي!!"

و لكن لا جدوى من الواضح أنه مات، نظرت إلى قدمي المصابتان لم استطع تحريكهما ابدأ

لم استطع تحمل المنظر و بكيت بشدة

اول مرة أرى شخصاً يموت أمام ناظري و أيضاً هو أبي شعرت بالخوف و الفراغ بما أنه اخر أفراد عائلتي ولكن اوقف بكائي صوت الإسعاف

حاولت فتح الباب لكن دون جدوى في النهاية قمت بكسر الزجاج بكتفي و استطعت مد يدي و فتح الباب من الخارج

‏خرجت من المركبة و سقطت على وجهي نظرت إلى النار التي انتشرت حولي بشكل جنوني. ظهر امامي شيء أشبه بشاشة سوداء شفافة

[هل تريد فرصة أخرى؟]

نظرت بدهشة و عدم تصديق

ما معنى ذلك؟ فرصة هل يقصد...

ظهرت تلك الشاشة مرة أخرى

[هل تريد البدأ مرة اخرى في عالم آخر؟]

لا بد اني اتخيل، هل السبب في ذلك يعود لأنني على وشك الموت؟

لكن ماذا لو لم اكن أتخيل؟ هل من الممكن أن أبدأ من جديد؟

ليس لدي ما اخسره على اي حال

نظرت مرة أخيرة إلى المركبة

"انا اسف يا أبي لم استطع انقاذك"

ثم ظهرت اللوحه مرة أخرى

[فرصة اخرى]

[ نعم ] [ لا ]

قمت بالنقر على على [نعم] ثم سطع ضوءا ابيض و من ثم اغمى علي فجأة.

استيقظت على صوت شخص ما

"قيلبرت هنا شخص مغمى عليه"

اقترب نحوي أكثر، إنه شاب شعره ابيض و عيناه حمراء اللون

نظرت إليه ثم نظرت إلى السماء الصافية كان البدر ساطعاً و النجوم لا تعد و لا تحصى اقترب مني الشاب و بدأ بالتحدث مرة أخرى

"يبدوا أنه يستيقظ, انه جني" نظر إلي بتعجب

جني؟! أيقصد تلك القصص الخيالية؟ هل هذا العالم يشبه عوالم الخيال التي قرأت عنها؟ لم اتوقع ان هذا ما سيحصل بعد الموت

رد الشخص الآخر "جني؟! مالذي يفعله هنا بعيداً عن دياره؟!" الشخص الآخر كان يبدوا في الثلاثينات من عمره شعره شديد السواد و عيناه زرقاء

اقترب مني "لا تخف نحن لا نريد اذيتك، ما اسمك؟"

"اسمي بيل"

رد علي بصوت خفيف "اسم جميل ولكن لا يبدوا أنه من اسماء الجان انا قيلبرت و هذا لوثر"

سحقاً هل اكتشف امري؟

"هل انت نصف جني و نصف إنسان؟"

لا اعلم ما يجب أن أقول لكن يبدوا اني سأقول نعم

"نعم"

اتمنى ان ينجح هذا

ابتسم ونظر إلي "كما توقعت"

يبدوا اني نجوت

"حسنا لا تقلق تعال معنا لتأكل يبدوا انك جائع"

"شكراً جزيلاً"

مشينا باتجاه نارٍ كبيرة ووجدنا ثلاث اشخاص بجوار النار

فتاتان و رجل، أحد الفتيات تبدو يافعة و لها شعر احمر قصير و أعين خضراء، و الأخرى كانت تبدوا في أواخر العشرينات من عمرها و شعرها بني اللون و عيناها سوداء، أما الرجل فكان شاباً ضخم البنية مفتول العضلات و لديه شارب و لحيه خفيفه

تكلمت الفتاة اليافعة "يبدوا أن الصيد جرى على ما يرام فأنا أرى انكم اصطدتم جنياً بأكمله" ضحكت قليلا

ضحك لوثر "لا تمزحي هكذا فأنتِ لا تريدين إغضاب قائدنا محب الجان"

تكلم قيلبرت غاضباً "توقفا عن ذلك لدينا ضيف هنا"

التفت نحوي "اعتذر لك عن هذا، نحن فريق من المغامرين انا قيلبرت و هذه مشعوذة فريقنا ليسا و هذان هارولد و لوثر و هذه الصغيرة المزعجة تانيا"

نظرت تانيا بغضب "انا لست صغيرة سوف ابلغ الثامنة عشر قريباً"

ضحكت ليسا "نعم أنا أتفق تانيا لم تعد صغيرة"

ابتسم قيلبرت "حسناً دعنا نأكل الآن"

جلسوا جميعاً و قام هارولد بطهي الطعام، بعد فترة احضر هارولد الطعام و بدأنا بالأكل

بعد أن انتهيت من الأكل ظهرت تلك الشاشة مرة أخرى

[قم باختيار فئتك]

فئتك؟ ما معنى ذلك؟! لا أرى اي خيارات ايضاً

[تتحدد فئتك منذ ولادتك في الغالب تحصل على فئة واحدة و لكن هنالك بعض الأشخاص يولدون بفئتين يعتمد ذلك على حسب عرقك فمعظم الجان يولدون بفئة الرامي و معظم الاقزام يولدون بفئة محارب أما بالنسبة للبشر فهم يولدون بجميع الفئات بالتساوي تقريباً]

تتحدد منذ الولادة؟ و لكن مطلوب مني اختيار فئتي، هل هذا لأني دخيل إلى هذا العالم؟

حسنا يبدوا أنهم سيسئلوني عن فئتي قريباً انا مضطر للاختيار الان سوف اختار فئة الرامي

[هل انت متاكد؟]

نعم

[تم التأكيد فئتك الآن هي الرامي، يمكنك تغيير فئتك مستقبلا عن طريق النقاط]

النقاط؟

[تحصل على النقاط عند تجاوزك مستوى جديد، مستواك الحالي: 1]

من الجيد أني معتاد على هذا النظام لأنني كنت العب بعض الالعاب من هذا النوع في حياتي السابقة

نظرت مرة أخرى إلى الشاشة

[الاسم: بيل

العمر: 19

العرق: نصف بشري نصف جني

الجنس: ذكر

الفئة: فئة الرامي

‏مستوى الفئة: 1

‏المستوى الحالي: 1

‏الخبرة: 100/0

‏النقاط: 0

‏القدرات: لا يوجد

‏الميزات: لا يوجد]

[يمكنك سؤال النظام عن أي شيء]

هذا رائع يبدوا اني سأستفيد من هذا في المستقبل

تحدث إلي قيلبرت "يمكنك قضاء الليله هنا إن أردت"

في الحقيقة اعتقد انها ليست فكرة سيئة

"شكراً جزيلاً سيد قيلبرت انا حقاً لا اعرف كيف ارد لك معروفك"

"لا داعي لذلك"

قاموا بإعطائي غطاء مصنوع يدوياً و وسادة قاسية قليلا لكنها افضل من لا شيء، وضعت وسادتي على الأرض ثم استلقيت على ظهري و ظليت أتأمل السماء و النجوم

بينما كنت مستلقيا سئلت النظام عن حال العالم

[البشر هم العرق المسيطر نجح البشر في التطور و تركوا فجوة كبيرة بينهم و بين الاعراق الأخرى بسبب ذلك أصيب البشر بالغرور و الكبر و وصلوا لمرحلة العنصرية ضد الأعراق الأخرى و قاموا بشن حروب على الأعراق الأخرى حتى استسلموا و أصبحوا يدفعون الضرائب للبشر و يعطونهم من مواردهم التي تتميز فيها أرضهم]

[رغم معاهدة السلام المعروفة بمعاهدة السلام الأبدي التي حدثت بعد الايقاع بالتنين الأحمر العظيم التي تمنع جميع الأطراف المتحدة من مهاجمة بعضهم البعض إلا إن البشر اغتروا بتطورهم وتفوقهم الشاسع و بدأو في تدمير الممالك الأخرى في الخفاء بنشر السموم و الامراض لمدة سنة إلى أن أعلن الامبراطور هينريك الحرب الشاملة على الجان و الاقزام لم يعترض اغلب شعب الإمبراطورية ابدا بل رأوا أن الأعراق الأخرى يجب أن تستسلم للاقوى و قاموا باحتلال الكثير من المناطق أضطر الاقزام للانسحاب الى اخر مدنهم "نول مولدور" وقاموا بإعلان إنسحابهم، أما الجان فخسروا اهم مناطقهم الغابة العظيمة و باتوا يعيشون في الغابات الأخرى و استسلموا ايضاً للإمبراطورية رغم استياء الشعب الشديد و سيطر البشر على اغلب المناطق في غضون خمسة أعوام]

غرور، كبر، عنصرية؟! لكن هذا لم يحدث معي مطلقاً هل هم مختلفون ام يخططون لشيء آخر؟ هل انت متأكد أيها النظام؟

[بالطبع، النظام لا يخطئ]

إذاً لماذا لم يؤذوني؟

[النظام لا يستطيع الإجابة على ذلك]

يا الهي هذا متعب كيف أتمكن من النوم وأنا لا اعلم ما إذا كنت سأصحوا غداً؟

نظرت ناحيتهم، بدوا نائمين في سلام دون أ

ي شيء يثير الشكوك

حسناً دعنا على الأقل نستفيد من الوقت، ايها النظام هل يمكنني زيادة مستوى فئتي؟

[نعم، يمكنك ذلك هناك مستويات في الفئة]

لقد اكتفيت من طرح الاسئلة سوف اخلد للنوم و اتمنى ألا اصحوا بلا رأس، لقد كنت مرهقاً لذا غفوت بسرعة رغم قلقي

حلمت بالحادث الذي حصل لي ولا زلت لا أستطيع تصديق انني مت ربما انا محظوظ لأحظى بفرصة أخرى لكنني لا اعلم ماذا يخفي هذا العالم

2024/04/15 · 23 مشاهدة · 1350 كلمة
Ok Ok
نادي الروايات - 2024